10‏/06‏/2009

أكثر من 300 انتهاك في اقتراع المعوقين

الأخبار - فاتن الحاج - 8 حزيران 2009: استطاعت حملة «حقي» تعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الاحتياجات الإضافية في الانتخابات رغم توثيقها بالتقارير والصور لـ300 انتهاك بحق المقترعين المعوقين
«ما في ضرورة تفوت وراء العازل»، يفاجئ موقف رئيس القلم، زياد الذي اختار الاقتراع باكراً كي يلتحق بفريق عمل حملة «حقي» لإقرار الحقوق السياسية للأشخاص المعوقين. فالمكان لم يكن المشكلة، يقول الشاب المعوق، باعتبار أنّ قلم الاقتراع وضع في الطابق الأرضي لمدرسة الليسيه عبد القادر في زقاق البلاط. لكن ما استوقف زياد هو «هذا التعاطي معنا عن قصد أو غير قصد وكأننا أولاد صغار!». ومع ذلك أصرّ الشاب على تطبيق القانون كأي مواطن آخر. وما حصل مع الصبية المصابة بشلل دماغي في ابتدائية برالياس الرسمية لم يكن مختلفاً، إذ قرر رئيس القلم سلفاً أنّ الناخبة لا تستطيع اتّباع آلية التصويت، فطلب منها أن تقترع أمامه وأخذ المظروف الأسمر ووضعه بنفسه في صندوق الاقتراع ولم يدعها تكمل توقيعها.هذه بعض من الانتهاكات التي وثّقتها أمس حملة «حقي» بالتقارير والصور التي التقطتها خلسة بواسطة الهواتف الخلوية. وقد انتشر أكثر من مئتي متطوع في نحو 4% من مراكز الاقتراع في لبنان حيث تركز العمل ضمن فرق ثابتة وجوالة في بيروت الإدارية ومناطق البقاع الأوسط والشمالي والغربي وصيدا وصور والنبطية. لكن الدخول إلى المركز لم يكن بالأمر السهل في كثير من الأوقات، إذ احتاج الفريق إلى أن يشرح مطولاً للقوى الأمنية أنّ المحافظين تبلغوا تعميماً شفهياً من وزير الداخلية زياد بارود يسمح للمتطوعين بتقديم العون الكافي للمقترعين من ذوي الاحتياجات الإضافية لضمان اقتراعهم باستقلالية.في مدرسة عمر الزعني في الطريق الجديدة، ينهمك بول البستاني وحنين الشمالي المزودان ببطاقة مراقب برصد المشاهدات داخل قلم الاقتراع ويبلغانها تباعاً للمكتبين الإعلاميين في بيروت وبرمانا لتضمينها التقرير النهائي. ومن بين الانتهاكات التي رصدها بول وتتعلق بعملية الاقتراع عموماً، دخول أكثر من 27 شخصاً دفعة واحدة لدى زيارة المرشحين في الدائرة الثالثة غازي يوسف وعماد الحوت للمركز. وكادت حنين تصطدم برئيس القلم الذي لم يسمح لها بالتصوير، وكان شاهداً على اقتراع إحدى الأمهات عن ابنتها المصابة بإعاقة ذهنية. تقول باستياء: «الأم قامت بكل شيء، من الدخول وراء الستارة وصولاً إلى وضع المغلف داخل الصندوق». هنا تجدر الإشارة إلى أنّ المادة 91 من قانون الانتخابات تنص على ما يأتي: «لا يحق للناخب أن يوكل غيره بممارسة حق الاقتراع، إلاّ أنّه يحق للناخب المصاب بإعاقة جسدية تجعله عاجزاً عن ممارسة حقه في الاقتراع، أن يستعين بناخب آخر يختاره هو ليعاونه على ذلك تحت إشراف هيئة القلم ويشار إلى هذه الواقعة في الخانة المخصصة للملاحظات في لوائح الشطب». أما باقي أعضاء الفريق الثابت فانتشروا في الخارج لتوعية المقترعين على قاعدة «احترموا حقهم في التصويت، لا تعيقوا القانون». وقد ملأ المتطوعون استمارات لاستطلاع الناخبين حول حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الإضافية. وسجّل هؤلاء 300 انتهاك تتمثل في وجود أقلام الاقتراع على الطوابق العليا مع توافر غرف غير مستعملة على الطابق الأرضي، انتخاب خارج العازل، دخول مندوبي المرشحين مع الشخص المعوق خلف العازل، عدم تمكن الناخبين المعوقين من الوصول إلى مراكز اقتراعهم، إقفال المصعد في بعض المراكز على الرغم من وجوده، الزحمة التي تسببت بعدم إخلاء المنحدر على الرغم من توافره، إضافة إلى انعدام وجود التجهيز الهندسي.لكن قبل نحو أسبوع، عملت الحملة بالتعاون مع وزارة الداخلية على تجهيز 17 مركز اقتراع وفق المعايير الدنيا الدامجة الستة (موقف السيارات، المدخل، المنحدر، الحمامات، المصعد والممرات) في مختلف المحافظات.
الأخبار - عدد الاثنين ٨ حزيران ٢٠٠٩
http://www.al-akhbar.com/ar/node/140143

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق