14‏/05‏/2010

مع الصحافة والإعلام

يُستثنى الأشخاص المعوقون في كثير من المواقع من التعبير عن آرائهم تجاه القضايا الاجتماعية وكأنها لا تعنيهم، ويتم التعامل معهم أحياناً وكأنهم من كوكب آخر فلا يسمح لهم بالمشاركة في صناعة قرارات تخصهم مباشرة، فهم بنظر البعض أشخاص فاقدون للأهلية ويحتاجون إلى مساعدة الغير للتمكن من العيش في المجتمع. قد لا يقع على عاتق الإعلام، أو الجسم الصحافي، أي من هذه المسائل إنما يترتب على الدولة بشكل عام القيام بالتوعية الشاملة تجاه قدرات وحقوق وحاجات الأشخاص المعوقين من جهة، وكذلك على الأشخاص المعوقين أنفسهم والمنظمات المطلبية والحقوقية المتبنية لقضاياهم القيام بالتوعية اللازمة وإظهار القضايا التي يطالبون بتحقيقها بالشكل الأنسب سواء على الشاشة الصغيرة، كوسيلة إعلامية، أو في كافة الميادين من إعلامية وغير إعلامية، مهما كانت العوائق والصعوبات التي تحول دون ذلك كبيرة.

أما فيما يتعلق بالعملية الانتخابية، والدور المغيب للأشخاص المعوقين فيها، فيترتب على الإعلامي المتابع على الأرض لعملية الاقتراع، أن يتعامل مع قضايا الإعاقة وفق النموذج الاجتماعي، فلطالما تمت معاملة الناخبين المعوقين المحمولين على الأدراج، أو المصطحبين من ذويهم ومساعديهم لدخول مراكز الاقتراع كأرقام إضافية لصالح هذه الجهة السياسية أو تلك.

بعد اطلاعك على النماذج الثلاثة التي تم التعامل من خلالها مع قضايا الإعاقة في لبنان، وعلى المصطلحات الإيجابية والأخرى المسيئة للأشخاص المعوقين، وعلى قضايا الإعاقة تحت مظلة حقوق الإنسان، تترتب عليك مسؤولية كبيرة في نقل صورة الشخص المعوق، إلى قرائك ومستمعيك ومشاهديك، كمواطن يتمتع بكافة الحقوق المنصوص عليها دستورياً. ويمكنك التوقف عند جملة من النقاط، منها:

1. لا يختلف تطبيق حقوق الإنسان بين شخص معوق وغير معوق، والأشخاص المعوقون من الناخبين أو الجمعيات المعنية بقضاياهم لا يشكلون كتلة واحدة متجانسة، فلكل شخص حرية اختيار من يراه مناسباً لتمثيله.

2. هل سُمِح للشخص المعوق المشاركة في العملية الانتخابية؟ هل رصدت أي معوقات هندسية، أو لوجستية تحول دون وصول الشخص المعوق باستقلالية ليختار من يراه مناسباً من المرشحين؟

3. هل أبدى المسؤولون عن مركز الاقتراع أي انزعاج من مشاركة الأشخاص المعوّقين؟ هل عبروا عن أي شعور بالشفقة أو السخرية تجاهه؟ هل عبروا عن عدم احترام تجاه المقترعين المعوّقين؟

4. هل كان هناك أي استغلال من قِبل المندوبين لأي مقترع معوّق، مثل عدم كتابة ما يمليه المقترع المعوّق، أو الدعوة إلى اختيار لائحة معيّنة مقابل مساعدته في عملية الاقتراع؟

5. هل لاحظت في مركز الاقتراع، قربه أو خارجه، أي تعامل بشفقة أو سخرية مع الناخب المعوّق بسبب إعاقته؟

6. هل تمّت مساعدة المقترع المعوّق بشكلٍ غير لائق؟

7. هل أبرزت في تقريرك، مراسلتك، الجانب الحقوقي في مشاركة الناخب المعوق، أم تعاملت معه وفق النموذجين الطبي، أو الرعوي؟

8. هل ضمنت أن يخرج تقريرك، أو مراسلتك من أمام مركز الاقتراع، بشكل يحفظ حقوق وكرامة الناخب المعوق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق